الحديث الدائر حاليا عن إمكانية تعديل الدوام في رمضان، ليبدأ من الساعة السابعة صباحا وينتهى في الثانية عشرة، يجب أن يخضع لدراسة موسعة في الخدمة المدنية قبل إقراره حتى يحقق الهدف منه، ولا سيما في ظل اعتياد الجميع على السهر في رمضان. والواقع أن المشكلة لا تكمن في رمضان أو غيره فقط، وإنما في أداء الموظفين ومستوى إنتاجيتهم بشكل عام، حيث تكشف تقارير الأداء الوظيفي للجهات الرقابية عن حالات تسيب وغياب كبيرة بين الموظفين في مختلف القطاعات، ورغم ذلك لم نسمع عن عقوبات حاسمة للحد من التسيب الوظيفي، وكأن الجولات الميدانية حبر على ورق. لقد سبق أن أشار وزير الاقتصاد السابق محمد الجاسر إلى أن مستوى إنتاجية الموظفين السعوديين لا ترتقى إلى الرواتب المصروفة لهم، والتي تمثل جزءا كبيرا من ميزانية الدولة. وقد كان حريا بجميع الجهات الرقابية ومعهد الإدارة أن يتلقفوا هذا التصريح للبحث في أسبابه وبيان مخاطره على الاقتصاد الوطني، فمن المعروف أن ضعف الإنتاجية من العوامل المنفرة للمستثمرين الأجانب والمواطن الذي لا يجد في رمضان أو غيره من الشهور سوى راجعنا بكرة، وبالتالي لم يعد مستغربا أن نشهد عشرات الشكاوى والقضايا في الأدراج بلا حسم منذ سنوات طويلة. وفي كل الأحوال يبقى من الضروري إطلاق حملة من أجل تعزيز ثقافة العمل في نفوس الجميع.
صالح الزهراني
صالح الزهراني